د. محـمد وليد صالح
تطورت أساليب الكتابة للعلاقات العامة النوعية إذ اعتمدت على تقانات الاتصال الرقمي، بأساليب بنائية متنوعة من جانب صياغة محتواها، لكون ممارستها لا تتسم بالنمطية والأداء التقليدي بل تتميز بالحداثة والبحث، فضلاً عن فهم فلسفة وسائل الإعلام وكيفية التعامل معها نظراً لدورها في صياغة التغطية الإعلامية المتوازنة، فأنها من المصادر الرئيسة للأنباء عن المؤسسة وهذا يعد ركناً أساسياً في تشكيل صورتها الذهنية لدى الجمهور.
ولاسيما ان معرفة أساليب الكتابة عند ممارسة العلاقات العامة النوعية تأتي لتعزيز الاتصالات في داخل المؤسسة وتوافر التفاهم مع جمهورها مهما تنوعت مستوياتهم، من طريق تلمّس حاجاتهم وإيصالها للإدارة العليا وشرح سياساتها لهم لمعالجة حالة سوء التفسير، وكذلك معرفة حاجات المتعاملين مع المؤسسة ورغباتهم والتأثيرات النفسية وأساليب الاستمالة المناسبة لهم، بواسطة التخطيط الجيد المعتمد على الحقائق والمعلومات الصحيحة لا على الانطباعات الشخصية والرؤى، وهذا يساعدها على فهم طبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه والأساليب المؤثرة في عملية الإقناع.
وعلى الرغم من ان العلاقات العامة النوعية نشاطاً اتصالياً ممنهجاً ومتكاملاً يشتمل على خصائص معينة، وهذا جعل ممارستها أقرب ما تكون من الإعلام النوعي المتخصص، فضلاً عن وسائلها وأساليبها ومواردها البشرية والمادية لخدمة الأهداف الخاصة في كل مؤسسة، فالعلاقات العامة النوعية تعد مفتاح الإعلام المتخصص لنشر الأفكار والمبتكرات ومناقشتها، وتبادل الخبرات الإبداعية والتجارب في مجالات المعرفة الإنسانية شتى، وترسيخها والتأثير على صناعة القرار على المستويات المتنوعة في المؤسسات لمعالجة حالة التكرار والعمومية عند اداء المؤسسات لنشاطاتها الاتصالية، والاعتماد على العلوم الإدارية والاجتماعية والاتصالية بهدف بلورة مفهوم العلاقات العامة النوعية من الناحيتين النظرية والعملية.
وقد يكون الانموذج المقترح شامل لمعايير أساسية بهدف تقويم الرسالة الاتصالية للمؤسسات بشكل دوري سواء أكان فصلي أم شهري لتنسيق ادائها ونشاطاتها وفعالياتها، من اجل معرفة نوع الأسلوب المعتمد في الكتابة، ومدى كفاية طرائق جمع المعلومات وتقاناتها وتوزيعها وتوازنها ونوع مصادرها الرسمية في المؤسسة، وكذلك ما الغاية من استعمال أساليب الكتابة، وهل تحقق الأهداف الاتصالية لرسالة المؤسسة وتعمل على تعزيز برامجها لخدمة المجتمع، وهل يتم تغطية النشاطات الأساسية في مطبوعات المؤسسة أو في وسائل الإعلام، لجذب اهتمام القرّاء وإحياء الفكرة المطروحة، سواء أكانت الدفاع عن موقف المؤسسة وتوضيحه أم تسليط الضوء على الحدث عبر التخطيط والتنظيم والإعداد واعتماد استراتيجية إعلامية متكاملة، تشتمل على مجموعة برامج تهدف الوصول إلى الجمهور لتعريفهم بالمعلومات عن المؤسسة وأهدافها ليختار ما يناسبه منها.
ان فن الكتابة والتحرير الإعلامي الرسالة الاتصالية في ممارسة العلاقات العامة النوعية، ينبع من تعامل وسائل الإعلام مع الأخبار ذات الصيغة الرسمية، الذي قد يكون ضعيفاً بسبب سرد التفاصيل وتأخير تقديم المعلومات الأساسية مما يسهم في تراجع فرصة نشر الخبر، إذ ان اهمية النص الخبري تكمن في توصيل فكرة أو رأي أو معلومة معينة بوساطة الرموز اللغوية واضحة الدلالة عن حدث معين عبر الوسائط الرقمية.
ان ممارسة العلاقات العامة النوعية تحتاج إلى محررين يتسمون بمهارات تحليلية وإمكانيات علمية ومهنية متميزة للكتابة الإعلامية وأهميتها في ايصال الرسالة الاتصالية، وتشتمل على عناصر الإيجاز، الدقة والوضوح، الجدة والحداثة، بوساطة اعتماد عملية التحرير الإعلامي الرقمي في العلاقات العامة النوعية لتنظيم المعلومات على وفق الاحتياجات الخاصة للمؤسسات، إذ يعد انعكاس لإمكانات المحرر الفكرية والثقافية والمهنية، فضلاً عن ادوار مراكز الرصد الإعلامي والتوثيق الرقمي في المجالات المتخصصة بالاتصال لتحسين جودة معالجة البيانات والمعلومات، وتعزيز التعاون في مجال تبادلها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
